الأحد 01 أكتوبر 2023 - 04:23 مساءً , 17 ربيع الأول 1445

جبر القللوبجج


 

 

   الدم الشهيد.. والمليون فدان؟!

    الأحد 07 مايو 2017 03:33 مساءً

    سكينة فؤاد

 

سلام على شهدائنا من أعز وأشرف أبناء مصر حراس أمنها وسلامتها.. يجب أن ننتبه جيدا، فعقب كل إنجاز ونجاح تصبح مصر فيه حديث الدنيا تُجن شياطين الأرض والغدر والدم ويسارعون إلى جريمة إرهابية.
 
«كمين الدائري» وشهداؤه وثيقة بالدم والأرواح الغالية مع أهمية ونجاح زيارة بابا الفاتيكان وما أحدثته من أصداء وما أسقطته من ادعاءات وأكاذيب لا تكف حول مصر، وأيضا وثيقة بالدم والأرواح الغالية على حجم الإرهاب الأسود الذى يجب أن تجد من أجله مصر جميع أشكال الدعم من المجتمع الانساني.. وللأسف حتى كتابة هذه السطور لم أسمع أو أشاهد شهادة واحدة على استثمار لرسالة من الرسائل التى امتلأت بها الزيارة!! لم نكن نحتاج إلى إعلان ذراع من أذرع الجماعة بتبنى الجريمة الإرهابية.. ما رأى الذين يدعون للمصالحة مع أولياء الإرهاب فوق كل هذا الغدر والدم الشهيد؟! وسعيهم المحموم لإفساد بوادر التوازن فى العلاقات المصرية الأمريكية!! ومواصلة ما برعوا فيه من أكاذيب وتشويه وادعاءات على المصريين وخروجهم العظيم فى 30/6 لاسترداد ثورتهم ودعم جيشهم الوطنى لارادتهم، وهل أرسلنا إلى كل الأماكن التى يبخون فيها أكاذيبهم شرائط مصورة بتفاصيل ووقائع جرائمهم الإرهابية التى ارتكبوها فى جميع أنحاء مصر وفى مقدمتها شرائط مذبحة كرداسة وباقى جرائم الغدر وإهدار دماء المدنيين والجيش والشرطة؟!
 
يعيدنى الدم الشهيد الذى يفتدى الوطن بالحياة.. ويعيدنى الصمود البطولى لملايين المصريين أمام التحديات والأزمات التى تعبرها بلدهم والمشروع القومى لدولة 30/6 للتنمية والتعمير وبناء دولة حديثة للسؤال الذى ألح عليه دائما.. هل تعمل الحكومة وجميع الأجهزة والمؤسسات التنفيذية بنفس الروح القتالية.. أليس كل تقصير وإهمال خيانة لهذا الدم وللتضحيات والصبر والصمود وتقويضا للحلم والمشروع القومى؟!
 
ماذا يحدث فى مشروع المليون ونصف المليون فدان..؟!! وهل الدراسات التى قدمت عن إمكانات تنفيذه لم تكن صحيحة، وهل سيلحق بمصير مشروعات أنفقت عليها المليارات ولم تحقق أقل القليل من المستهدف منها؟!
 
فى حديث الرئيس فى مؤتمر الشباب بالاسماعيلية عن الخلل الموجود فى مؤسسات الدولة أشار إلى تكرار تراجع وزيرى الزراعة والرى عما يحددان من أراض صالحة للتنفيذ! ثم نشرت الصحف ما صرح به رئيس شركة الريف المصرى خلال اجتماع لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب عن تضارب فى التقارير الرسمية التى قدمتها وزارة الرى بشأن إمكانات المياه فى مشروع المليون ونصف المليون فدان ـ ووفق نص المنشور منسوبا لرئيس شركة الريف المصري. «لدينا أوراق من وزارة الرى تقول إن المياه تكفى وتزيد لزراعة المليون ونصف المليون فدان ـ لكن فوجئنا بنفس الجهة تؤكد أن المياه تكفى لزراعة 40% فقط ثم أصبحت 26% فقط حسبا مسئول قطاع المياه الجوفية بالوزارة خلال اجتماع الوزراء مؤخرا» هل هذا الكلام صحيح؟! وأين من قاموا بالدراسات المبدئية التى أكدت توافر المياه الكافية للمشروع؟!! وماذا عن عشرات الدراسات السابقة التى أكدت ما لدينا من وفرة فى المياه الجوفية التى تناولت بعضا منها مقالات سابقة من خلال دراسات ومخاطبات رسمية للأجهزة المسئولة قامت بها الباحثة د.هدى سعد.. وأُعيد تلخيص ما نشرته من معلومات وفيرة من كنوز المياه الجوفية المهدرة التى تطير العقل وتفوق قدرة التصديق وتدفع للتساؤل، هل مازال البعض يمارس جرائم تبديد ثروات وقدرات هذا الوطن؟!
 
لقد بدأت الباحثة فى إطلاق نداءاتها لإنقاذ المياه المهدرة فى «عين كيفارة منذ 2010وأن مياه هذه العين أكثر نقاء من مياه النيل وحولها أراض صحراوية وصالحة للزراعة، وأى تأخر فى استغلال هذه المياه «إهدار» لثروة مائية هائلة، أكد هذا تقرير رسمى صادر عن معمل بحوث الأراضى الملحية والقلوية بالاسكندرية، من هذه العين بواحة سيوة، التى عبارة عن بئر حفرت بواسطة احدى شركات البترول التى كانت تعمل بالمنطقة ولما وجدتها لا تحتوى إلا على الماء قامت بعمل تكسية للبئر وأغلقتها بمحابس حديدية لاستغلالها مستقبلا إلا أن ضغط المياه كسر التكسية الحديدية للبئر وتدفق بسرعة كبيرة جدا، كما توجد بئر أخرى بالمنطقة إلا أنها مغلقة وبها تصدع خفيف طرأ على تكسيتها الحديدية وبدأ يتسرب منها المياه وتستطيع هذه العين أن تكون مكملة لعين كيفارة لإمداد المنطقة بالمياه العذبة وبعد إجراء جميع الدراسات والتحليلات العلمية لها!
 
وقد عادت صحيفة أخبار اليوم فى 26 نوفمبر الماضى ونشرت هذه المعلومات، وأضافت الكثير عن الجديد الذى يحدث هناك بعنوان «معجزة بصحراء مصر الغربية.. اكتشاف خزان مياه جوفية صالحة لزراعة 7 ملايين فدان ـ رئيس فريق العمل.. مفاجأة.. المياه حلوة وعلى عمق 50 مترا» ويضيف الخبر أنه منذ 3 أشهر تم التعاقد بين جهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة الاستشعار عن بعد والأقمار الصناعية لتكوين فريق علمى وخبراء لفحص الأراضى الصالحة للزراعة ومصادر مياهها بصحراء مصر وتم تحديد مناطق صغيرة ولكن شاءت إرادة الله أن يكتشف فريق الخبراء ملايين الأفدنة صالحة للزراعة على جانبى طريق يشق الصحراء الغربية سيفتتح يونيو المقبل وهو محور روض الفرج ـ الضبعة.. واكتشف الفريق آبار مياه عذبة بعمق 50 مترا فقط كبداية، وأكد رئيس هيئة الاستشعار عن بعد سابقا العالم د.علاء النهرى أنهم اكتشفوا مبدئيا نحو 7 ملايين فدان نصفها يصلح للزراعة فورا على جانبى طريق الضبعة، وسيقدم التقرير فى يناير المقبل. أى تم تقديمه منذ أربعة أشهر!! فهل حدث بالفعل وتم تقديمه وما حقيقة ما أثاره رئيس الريف الأوروبى أمام لجنة الزراعة بمجلس النواب منذ أيام قليلة جدا عن تضارب فيما قدمته وزارة الرى بشأن امكانات المياه فى مشروع المليون ونصف المليون فدان» ومالدى الريف المصرى من كميات متناقضة من الرى بالنسبة للمياه المتوافرة ابتداء من أنها تكفى وتزيد لزراعة المليون ونصف المليون فدان ثم يكفى 40% فقط ثم 26% فقط!!
 
أين الحقيقة فى المتوافر أو غير المتوافر مما تبقى من ثرواتنا المائية بعد طول الإهمال والإهدار الذى عوملت به، وهل يصلح مثل هذا التخبط فى إدارة قضية بحجم وخطورة توافر النصاب المائى للمشروع أو لجميع شئون الحياة؟!! ونفس الأمر بالنسبة لوزارة الزراعة والأراضى الصالحة لتنفيذ المشروع، وكما أشرت فى مقال سابق يجب ألا يتعلل وزير الزراعة الحالى بفشل وزراء سابقين، فمركز البحوث الزراعية الذى ظل يرأسه لأكثر من 6 سنوات كان يجب أن يكون المسئول عن توفير جميع الصلاحيات الزراعية المطلوبة للمشروع ابتداء بالأراضى التى ينفذ فيها التى تراجع الوزيران ـ الرى والزراعة أكثر من مرة عما حدداه له من أراض ـ كما قال الرئيس فى مؤتمر الشباب بالإسماعيلية!!
 
هل سنسمح بتكرار تجارب الماضى الذى أوصلنا إلى ما وصلنا إليه من فشل وألم وانفجار وغضب جماهيرى بسبب سياسات تخدم الناس بآمال وطموحات لا تتحقق... وهل تحتمل الأوضاع الاقتصادية فشل مشروع يحاول معالجة والتخفيف من الآثار الكارثية للتغول والعدوان على أخصب أراضى الوادى القديم والبناء فوقها.
 
أدعو الاعلام الوطنى الجاد وأتمنى أن يكون على رأسه مؤسسة الأهرام بتكوين مجموعات رصد وتقييم ومتابعة صحفية من المحررين والمحررات الشباب لدعم الدولة بالمتابعة الجادة والدقيقة لما يطلقه الوزراء والمسئولون من مشروعات ومدى التعامل مع احتياجات وآلام الملايين، والبحث عن حلول جادة لها... ثم وضع قواعد لمحاسبة كل مسئول يتصور أن مهمته أن يكتفى بدغدغة أو تهدئة مشاعر المواطنين أو يبعث إليهم برسائل اطمئنان زائفة عن مشروعات لم تتوافر لها الدراسات الكاملة والشروط والضمانات والمدى الزمنى لتحقيقها.
 
> لا أعرف.. هل من كلفهم الرئيس بمشروع المليون ونصف المليون فدان أدركوا ضرورة الحياة والأمان والأمن الحيوى والقوى التى يمثلها المشروع لمصر... وهل استمعوا للآراء والخبراء الذين اختلفوا وحاولوا الاستفادة منهم؟!
 
> آن الأوان لنوعية جديدة من المسئولين والوزراء والمحافظين بعد أن ثبت فشل القادمين من سلالات الماضي... آن الأوان لخبرات علمية متطورة ومهارات جديدة تختار من خلال نجاحات حقيقية حققوها فى مجالات خبراتهم... وكفى تبديدا فى عمر وثروات ومصير هذا الوطن لحساب مسئولين لا يدركون ولا يحترمون ما يستحقه الدم الشهيد والملايين الصابرة والصامدة وحجم المخاطر والتحديات من فروض الكفاءة والجدية والمسئولية والالتزام.
 

 

 

التعليقات

 

 
 



إذاعة القرآن الطريم

مقالات رئيس التحرير
رمضان كريم 1

مع الرحمة

هل تتوقع انخفاض أسعار السيارات بعد إلغاء تصديق أوراق استيراد سيارات المصريين بالخارج؟

  نعم

  لا


نتائج

أضف  البريد الالكتروني :
 
 

 

أضف  كلمة البحث :
 
 

 
 
 

رغم انها 4 حروف فقط ولكنها تحوي جميع معاني الجمال..الله💕