هناك أنواع من الرجال يسيئون لمعنى الرجولة وشيئاًً فشيئاًً يتحولون إلى أشباه رجال، ومن هؤلاء صنف يُعرف "بالرجال السوس"، ومثل هذا الصنف هو الأخطر لأنه يتكاثر كالأوبئة ويظل ينخر في الجدار ولا تشعر به إلا بعد أن يقع الجدار وتحدث الكارثة!!
وخطورة "الرجل السوسة" تكمن أيضاًً في انعدام ثباته على مبدأ، أو كلمة، أو وعد، أو تعهد، اذا يميل مع كل ربح ومصلحة، ويتلون كالحرباء مع كل موقف ويلبس لكل مناسبة قناعها ولباسها، فهو منافق بالفطرة، ومخادع بالفطرة، وقد لا يدرك نفاقه هذا أو خداعه هذا لأنه دوماًً يكذب بالفطرة.
" و الرجال السوسة" ، في عصرنا الرديء أصبحوا كثرة، يتكاثرون كالأوبئة، خاصة في مراحل المنفعة والاسترزاق غير الحلال، ومثل هؤلاء من أشباه الرجال يبيعون أصدقائهم في أقرب "مَطلع" ، وحين يشعر "الرجل السوسة" انه كان على خطأ في حق أحد سرعان ما يتوارى خلف الستار، فهو جبان غير قادر دائماًً على المواجهة، ويخشى الظهور علناًً بوجه القبح الذى يزينه بفروة رأس بيضاء كالثلج!!
" السوسة أبو فروة بيضة" تراه من الذين استعبدتهم المناصب والكراسي، فهو مُحب للسلطة والمنظرة والفشخرة الكذابة في كيانه الرياضي رغم أنه لا يتمتع بمقومات القيادة، ولا بمقومات الرجل الثاني ولا الثالث حتى، ويعتبره الكثيرون خيال مآته وكمالة عدد، ومع ذلك يُعرف عنه تميزه وشطارته وبراعته في ايقاع وفتنة الناس، وملئ قلب كل شخص من الأخر، ومن يجلسون على الطرابيزة معه بعضهم في بعض، ويخرج منها كالشعرة من العجين!.
و"السوسة أبو فروة أبو وشين" شكله كالشيطان يمتلك العديد من الخدع والحيل، تراه في بعض المناسبات الرياضية "لازق" دوماًً للكبير لا يفارقه ظله لحظة، رغم انه يُورطه و يُسئ اليه، وننصح الجميع بعدم الاقتراب منه لأنه من أشباه الرجال، أو قل من الجنس الثالث، وجلده ناعم الملمس كالثعبان لا تشعر به إلا بعد أن يلدغك بسمه!!
وعادة ما يكون "الرجل السوسة" ناكراًً للجميل، فهو خبيث كل الخبث، وليئم كل اللؤم، ومؤذٍ كل الإيذاء، ليس أميناًً في مشورته ولا نُصحه لأنه يبحث عن مصلحته الشخصية فقط، خائن بطبعه، وأسوأ خياناته السماح لرئيسه في الكيان الرياضي بارتكاب أبشع الأخطاء والحماقات التي من الممكن تجنبها.
" السوسة أبو وشين" كثيراًً ما يتقمص دور الحاكم بأمره، معتاد النباح.. فالكلب المسعور لا يتوقف عن نباحه إلا بعد أن يشبع من فريسته، وقد يحدث أن تتغلب عليه الفريسة بما تملكه من قوة وصمود وهنا يتحول نباحه إلى نهيق حمير!!
و " السوسة الطماع" محب للمال، مفتون به خاصة إذا كان بالدولار أو اليورو مهما كان مصدره ويتخذه وسيلة للصعود والشهرة، لذا يعمل على جلبه بأي وسيلة فهو يؤمن بحكمة غربية ألا وهى: " ما أجمل الدفع اذا كان من جيب الأخرين"، فهو مطبوع أيضاًً على الطمع فيما يملكه الأخرون لأنه عديم الورع، وقد تراه يتشدق بمجده الزائف، وكماله الناقص، ويحاول بشتى الطرق أن يكون عسلاًً حتى يلحسه الذباب.
و " السوسة" شبيه الرجال.. أكول وفطس، تجده بين كل الموائد والمطابخ والحفلات وسهرات النفاق والمكائد، وليس غربياًً عليه أن يكون من أكثر الناس "حقارة" فهو من هؤلاء الذين يعطون ظهورهم لك حتى ولو كنت في أمس الحاجة إلى قبضة يدهم.
و " السوسة أبو فروة متلجة" مرمطون في البيت والكيان الرياضي، لا يستطيع اتخاذ قرار إلا بعد الرجوع لمن بيده القرار في البيت، عديم الثقة في نفسه، وكثيراًً ما يشعر بالعجز، أو كالمتردد بين مسجدين فيرجع دون صلاة!.
في الختام: إذا تطابق أو تشابه أحد أحداث هذا النموذج مع أحداث ونماذج واقعية فهو محض صدفة.
|