النبى صلى الله عليه وسلم قبل الهدية من الأقباط وزار مرضاهم واستعان بهم فى سلمه وحربه
الدكتور نصر فريد واصل: لا مانع شرعا من تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم الدينية
كيف تجوز لى الشريعة أن أتزوج بمسيحية.. والزواج سكن ومودة ورحمة..
فيأتى يوم عيدها ولا أتقدم إليها بكلمات التهنئة؟! أين المودة فى ذلك؟!
النبى صلى الله عليه وسلم أوصانا بأهل الذمة وصيانة أعراضهم وأموالهم
فى هذه السطور نوضح علاقة الإسلام بأهل الكتاب، وبماذا أوصانا النبى صل الله عليه وسلم بأهل الذمة من صيانة لأعراضهم وإباحة الإسلام للشراء والبيع معهم والانتفاع بعلمهم ومصاهرتهم والدعوة إلى تهنئتهم فى أعيادهم.
يجب علينا كأبناء وطن واحد أن يهنئ بعضنا البعض فى مناسباتنا وأعيادنا، وأن ننشر الحب والسلام فيما بيننا، لأننا اليوم بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخى والتلاحم والوحدة الوطنية ،ونبذ الشقاق والخلاف حتى نترك للأجيال القادمة بناء حضاريّا إنسانيّا أساسه الإيمان ،وعماده العدل نوقوته المحبة بين أبناء الوطن.
تهنئة المسيحيين شركاء الوطن فى عيدهم
ما الحكم الشرعى فى تهنئة المسيحيين بمناسبة أعيادهم، حيث إنهم يهنئوننا فى أعيادنا إذا كنا نرغب فى المعيشة بينهم فى ود وسلام، علما بأن طائفة الأحباش ترفض هذا بإباءٍ وشمم، وتعتبر أن فى ذلك ارتكابا لمعصية كبيرة، حيث إن النهى فى رأيهم عن ذلك واضح وصريح بالقرآن والسنة والإجماع، وأصدروا فتوى بهذا الشأن؛ ودليلهم على ذلك قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاما﴾ [الفرقان: 72]؟! الرقم المسلسل للفتوى: 3670 بتاريخ: 08/10/1998.
فأجاب فضيلة الدكتور نصر فريد واصل قائلاَ: لا مانع شرعا من تهنئة غير المسلمين فى أعيادهم ومناسباتهم، وليس فى ذلك خروج عن الدين كما يدَّعى بعض المتشددين غير العارفين بتكامل النصوص الشرعية ومراعاة سياقاتها وأنها كالجملة الواحدة، وقد قَبِلَ النبى صل الله عليه وآله وسلم الهدية من غير المسلمين، وزار مرضاهم، وعاملهم، واستعان بهم فى سلمه وحربه حيث لم يرَ منهم كيدا، كل ذلك فى ضوء تسامح المسلمين مع مخالفيهم فى الاعتقاد، ولم يفرق المولى عز وجل بين المسلم وغير المسلم فى المجاملة وإلقاء التحية وردها؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]، والتهنئة فى الأعياد والمناسبات ما هى إلا نوع من التحية.
أما ما استشهد به هؤلاء من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاما﴾ [الفرقان: 72] على عدم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم من نصارى ويهود: فإنما هى نظرة قاصرة للنص القرآني؛ حيث لم يرد ذلك صريحا فى الآية، بل هو اجتهاد فى تفسيرها، وقد نقل فيه عدة آراء، فما بالهم يأخذون منها ما يوافق أهواءهم ويكفرون بغيرها.
دار الإفتاء: تهنئة غير المسلمين بأعيادهم «بِرٌ».. وقبول هداياهم «سُنة»
أكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية فى أحدث فتاواها جواز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، شريطة ألا تكون بألفاظ تتعارض مع العقيدة الإسلامية، وقالت الفتوى إن هذا الفعل يندرج تحت باب الإحسان الذى أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعا دون تفريق، مذكرة بقوله تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا»، وقوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ».
وقالت الفتوى إن أهم مستند اتكأت عليه هو النص القرآنى الصريح الذى يؤكد أن الله تبارك وتعالى لم ينهَنا عن بر غير المسلمين، ووصلهم، وإهدائهم، وقبول الهدية منهم، وما إلى ذلك من أشكال البر بهم، وهو قوله تعالى: «لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ». جاء ذلك فى معرض رد الفتوى على سؤال حول حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، خاصة مع اقتراب أعياد رأس السنة الميلادية بالنسبة للمسيحيين..
يشار إلى أن دار الإفتاء، قالت إنه يجب علينا كأبناء وطن واحد أن يهنئ بعضنا البعض فى مناسباتنا وأعيادنا، وأن ننشر الحب والسلام فيما بيننا، لأننا اليوم بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخى والتلاحم والوحدة الوطنية ونبذ الشقاق والخلاف حتى نترك للأجيال القادمة بناء حضاريّا إنسانيّا أساسه الإيمان وعماده العدل وقوته المحبة بين أبناء الوطن.
يتبقى أن أقول أحب أن أتوقف أمام حجج وأدلة أصحاب الرأى القائل بالمنع والتحريم، فأقول وأسأل:
1- أين النص القطعى الثبوت والدلالة الذى يمنع المسلم من تهنئة المسيحيين بأعيادهم؟
2- إن الاحتجاج بترك الرسول -صلى الله عليه وسلم- للفعل وعدم تهنئته للنصارى فى عصره لا يعد حكما بالتحريم، لأن الترك ليس حجة شرعية، والقاعدة الشرعية المتفق عليها أنه لا تحريم إلا بنص.
3- كيف تُجوِّز لى الشريعة كرجل مسلم أن أتزوج بمسيحية.. والزواج فى التصور الإسلامى سكن ومودة ورحمة.. فيأتى يوم عيدها ولا أتقدم إليها بكلمات التهنئة؟! أين المودة فى ذلك؟!
4- ومن أين افترضتم وبأى منطق توصلتم إلى أن تهنئة غير المسلمين بأعيادهم تعنى الرضا بما هم عليه من عقائد؟!..
هذا كلام لا يقره العقل الذكى ولا الاستنتاج الحصيف.. لأننى ببساطة عندما أقول لصديقى المسيحى «كل سنة وأنت طيب» فى مناسبة ما تخصه، فهذا يعنى أننى أقول له «أتمنى أن يأتى مثل هذا اليوم من كل عام وأنت بخير وفى أحسن حال».. أين الإقرار والرضا بعقائده هنا؟!
وفى المقابل هل تعنى تهنئة المسيحى لى بحلول رمضان وبعيدى الفطر والأضحى وبميلاد النبى أنه يقر بصحة دينى وقرآنى ورسالة نبيى عليه الصلاة والسلام؟! وهل هو منتظر ومحتاج منى إلى التأكيد والتثبيت لما ورثه عن والديه وما تلقاه فى الكنيسة؟! إننى أهنئه كنوع من التواصل المجتمعى والإنسانى باعتباره شريكا لى فى الوطن ونظيرا لى فى الخلق.. أهنئه كما أفعل مع صديقى الذى يدعونى إلى حفل زفافه، فأذهب لأقدم التهانى حتى ولو كنت معترضا على شخص من اختارها شريكة لحياته.
وصية النبى بالذميين خصوصا أهل مصر
الوصيّة بأهل الذمّة، وصيانة أعراضهم وأموالهم، وحفظ كرامتهم عن أبى ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم ستفتحون مصر وهى أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما".
وصية سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه بالذميين
وأخرج البخارى من طريق عمرو بن ميمون أن عمر رضى الله عنه قال - فى وصيته للخليفة الذى بعده - وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم».
قمة العدل معهم ولا يجوز غيبتهم
عن العرباض بن سارية قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أيحسب أحدكم متكئا على أريكته يظن أن الله لم يحرم شيئا إلا ما فى هذا القرآن ألا وإنى والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر وإن الله لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذى عليهم»، رواه أبوداود وفى إسناده: أشعث بن شعبة المصيصى قد تكلم فيه والحديث قابل للتحسين.
الوصية النبوية بالأقارب غير المسلمين
ومن جمال الإسلام أن اختلاف الدين لا يُلْغى حقَّ ذوى القربى.
وعن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنه قالت: قدمت على أمى وهى مشركة فقلت يا رسول الله إن أمى قدمت على وهى راغبة أفأصلها؟ قال: «نعم صليها». متفق عليه
إن البرّ والإحسان والعَدْلَ حقٌّ لكل مْنْ لم يقاتل المسلمين أو يُظاهر على قتالهم، بل حتى المقاتل يجوز بِرُّهُ والإحسان إليه إذا لم يقوِّه ذلك على قتال المسلمين وأذاهم.
القرآن يتكلم عن الذميين
قال الله تعالى:«لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» الممتحنة:8.
قال ابن جرير: «عُنى بذلك: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين من جميع أصناف الملل والأديان، أن تبرُّوهم وتصلوهم وتُقسطوا إليهم؛ لأن بِرَّ المؤمنِ من أهل الحرب ممن بينه قرابةُ نسب، أو ممن لا قرابة بينه وبينه ولا نسب غيرُ مُحَرَّم ولا منهىٍّ عنه، إذا لم يكن فى ذلك دلالةٌ له أو لأهل الحرب على عورة لأهل الإسلام، أو تقويةٌ لهم بكُراع أو سلاح، وقوله: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» يقول: إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس، ويعطونهم الحقَّ والعدل من أنفسهم، فيبَرُّون من بَرَّهم، ويحسنون إلى من أحسن إليهم»
احذر ظلم الذميين
فقد حذّر النبىّ صلى الله عليه وسلم من دُعاء المظلوم ولو كان كافرا، عن أبى عبدالله الأسدى قال سمعت أنس بن مالك رضى الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة المظلوم وإن كان كافرا ليس دونها حجاب، فى المسند.
وبذلك يؤكد الإسلام فرض العدل مع غير المسلمين، بأقوى تأكيد، والعَدْلُ رأس كُلّ فضيلة.
وإن ديننا يأمرنا بالعدل مع أعدائنا، وينهانا عن الاعتداء عليهم أكثر ممّا اعتدوا به علينا لدينٌ حقيقٌ أن يَحْتَكِمَ إليه البشرُ جميعُهم، وأن يُتَقاضَى إليه فى أرض الله وبين عباد الله.
فبهذه الأخلاق والآداب يُعامل المسلمون غيرَ المسلمين، وهذه الأخلاقُ والآداب من دين الإسلام، يأمرهم بها كتابُ ربهم وسُنَّةُ نبيّهم ومادامت من دين الله تعالى، ويجوز التعامل معهم فيما يلى:
البيع والشراء
وقد روى البخارى فى كتاب البيوع باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب، عن عبدالرحمن بن أبى بكر رضى الله عنهما قال: كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «بيعا أم عطية» أو قال: أم هبة؟ فقال: لا.. بيع، فاشترى منه شاة.. فما بالنا بأهل الذمة.
الرهن عندهم
وكان صلى الله عليه وسلم يعامل مخالفيه من غير المسلمين فى البيع والشراء والأخذ والعطاء، فعن عائشة رضى الله عنها قالت: «توفى النبى صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودى بثلاثين، يعنى: صاعا من شعير.
والمتاجرة فى بلادهم
وكان أبوبكر رضى الله عنه يتاجر فى أرض الشام وهى حينذاك دار حرب فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الوقف عليهم أو وقفهم على المسلمين
قال ابن القيم: أما وقف المسلم عليه - على أهل الذمة - فإنه يصح منه ما وافق حكم الله ورسوله، فيجوز أن يقف على معين منهم، أو على أقاربه، وبنى فلان ونحوه.
عيادتهم
روى البخارى فى كتاب الجنائز، عن أنس رضى الله عنه قال: كان غلام يهودى يخدم النبى صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبى صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم، فخرج النبى صلى الله عليه وسلم وهو يقول:«الحمد لله الذى أنقذه من النار»، وروى أيضا: قصة أبى طالب حين حضرته الوفاة فزاره النبى صلى الله عليه وسلم وعرض عليه الإسلام.
يجوز الانتفاع بما عندهم
إن الإسلام يتسامح فى أن يتلقى المسلم من غير المسلم ما ينفعه فى علم الكيمياء والفيزياء والفلك والطب والصناعة والزراعة والأعمال الإدارية وأمثال ذلك، وأدلة الانتفاع بهم نجدها فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد فى الحديث الصحيح الذى رواه البخارى وغيره فى كتاب الإجارة باب استئجار المشركين عند الضرورة أو إذا لم يوجد أهل الإسلام.
القرآن يتكلم عن حل ذبائحـهم وجواز النـكاح من نسـائهم
قال الله تعالى:
«الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِى أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِى الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» سورة المائدة:5.
قبول هدايا غير المسلمين
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل هدايا مخالفيه من غير المسلمين فقبل هدية زينب بنت الحارث اليهودية امرأة سلام بن مشكم فى خيبر، حيث أهدت له شاة مشوية قد وضعت فيها السم.
وقد قرر الفقهاء قبول الهدايا من غير المسلمين بجميع أصنافهم حتى أهل الحرب، قال فى المغنى: «ويجوز قبول هدية الكفار من أهل الحرب لأن النبى صلى الله عليه وسلم قبل هدية المقوقس صاحب مصر».
وكان من سماحة النبى صلى الله عليه وسلم أن يخاطب مخالفيه باللين من القول تأليفا لهم، كما تظهر سماحة النبى صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين فى كتبه إليهم حيث تضمنت هذه الكتب دعوتهم إلى الإسلام بألطف أسلوب وأبلغ عبارة.
دعاء النبى لليهود بالهداية وصلاح البال
كان اليهود يتعاطسون عند النبى صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم: يرحمكم الله فلم يحرمهم من الدعوة الهداية. فكان يقول: يهديكم الله ويصلح بالكم.
أمره بصلة القريب من غير المسلمين:
كان صلى الله عليه وسلم يأمر بصلة القريب وإن كان غير مسلم فقال لأسماء بنت أبى بكر: صلى أمَّك.
مصاهرة أهل الكتاب
بل إن الإسلام جعل المصاهرة بين المسلمين وأهل الكتاب، حيث أباح الإسلام للمسلم أن يتزوج من الكتابية، قال تعالى: «والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذى أخذان» [المائدة:5].
فالنبى صلى الله عليه وسلم كان تحته أم ولده مارية القبطية وأسلمت.
وعثمان تزوج نصرانية.
وطلحة تزوج نصرانية.
وحذيفة تزوج يهودية.
طعامهم حل لنا
وطعامهم حل لنا، وطعامنا حل لهم، قال تعالى: «اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم» [المائدة:5].
وتوفى النبى صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودى بثلاثين يعنى: صاعا من شعير.
لو وقعوا أسرى فى أيدى عدونا فاستنقاذهم واجب علينا ولو بالفداء:
إذا وقع الذميون أسرى فى يد عدونا فعلى الدولة الإسلامية أن تستنقذهم من أيديهم حتى ولو بدفع الفداء عنهم.
يقول الليثُ بن سعد: أرى أن يفدوهم من بيت مال المسلمين، ويقروا على ذمتهم.
الدفاع عنهم وعدم تسليمهم لعدو
نقل القرافى عن ابن حزم: إن من كان فى الذمة، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح ونموت دون ذلك، صونا لمن هم فى ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة وحكى ذلك الإجماع.
تعزية غير المسلمين واتباع جنائزهم
تعزية غير المسلمين فى موتاهم لا بأس به، وكذا تشييع جنائزهم، قال ابن القيم رحمه الله وقال الأثرم: حدثنا أبوسعيد الأشج حدثنا أبوإسحاق ابن منصور السلولى حدثنا هريم بن سفيان البجلى قال: سمعت الأجلح عزى نصرانيا فقال: عليك بتقوى الله والصبر، كما قال الأثرم عن منصور ابن إبراهيم أنه قال: إذا أردت أن تعزى رجلا من أهل الكتاب فقل أكثر الله مالك وولدك، وأطال حياتك وعمرك.
وقال الحسن: إذا عزيت الذمى فقل لا يصيبك إلا خيرا، وقال حرب: قلت لإسحاق فكيف يعزى غير المسلم؟ قال يقول: أكثر الله مالك وولدك.
وقال ابن قدامة فى تعزية غير المسلم يقال: أخلف الله عليك ولا نقص عددك، يعنى زيادة عدده لأن النبى صلى الله عليه وسلم أتى غلاما من اليهود مريضا كان يعود فقعد عند رأسه فعلى هذا نعزيهم.
وأما اتباع الجنائز فقال ابن باز رحمه الله: لا بأس أن يعزيهم المسلم إذا رأى المصلحة فى ذلك، بأن يقول جبر الله مصيبتك، أو أحسن الله لك الخلف بخير، وما أشبهه من الكلام الطيب.
رفقاَ بالاسلام ياسادة!!.
هذه كلمات تتألق وتتلألأ فى سماء التسامح والعدل نقدمها فى وقت تكال فيه التهم للإسلام بأنه دين التطرف والإرهاب وسفك الدماء، فى الوقت الذى نشهد فيه من صور الوحشية والبربرية ضد المسلمين فى كثير من بقاع الأرض ما يندى له جبين الحقيقة خجلا وحياء، نقدمها بعز وفخار ونحن نردد «مسلمون لا نخجل».
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلها أمنا أمانا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
بعد كل هذا هل يمكن أن يقال إن الإسلام دين إرهاب وتشدد؟!.. ونقدم التهنئة لشركاء الوطن أم لا.. رفقاَ بالاسلام ياسادة!!.
|